هذا مختصر لبعض القواعد والأساليب النبوية في معالجة الأخطاء ، وتعود أهمية الموضوع إلى التسليم بأننا لانسلم من هذه الأخطاء .. فكلٌ معرّض للخطأ ..
ولكن .. يختلف الناس في معاملة هذه الأخطاء .. وكيفية التعامل مع المخطيء ..
اتمنى أن يكون الموضوع يسد الخلل الذي نعانيه في التعامل مع الأخطاء ..
علماً أن هذا تلخيصٌ لكتاب ( الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس ) لمحمد المنجّد .. وإنما كان هذا التلخيص ليكون سهل الإستذكار ومراجعة القواعد .. مع التنبيه أن الغالب أن لكل فقرة دليل أو مثال لها أو توضيح للمؤلف .. لكن لم أذكرها خشية الإطالة ويمكن الرجوع للأصل .. أو الإستفسار عنها لمن لم يجد الأصل لكي نقوم بتوضيحها قدر المستطاع .... فإلى التلخيص ..
تنبيهات وفروقات ينبغي مراعاتها عند معالجة الأخطاء .. وذلك قبل الشروع في معالجة الخطأ :
1. الإخلاص : بحيث يكون لايكون القصد التشفي والإنتقام ولا السعي لنيل إستحسان المخلوقين ؛ بكل يكون القصد وجه الله تعالى .
2. الخطأ من طبيعة البشر : فلا نفترض المثالية في الناس ثم نحاسبهم بناء عليها ... بل يعاملوا معاملة واقعية صادرة عن معرفة بطيعة النفس البشرية ..
3. أن تكون التخطئة مبنية على دليل شرعي مقترن بالبينة .. وليست صادرة عن جهل أو أمر مزاجي .
4. كلما كان الخطأ أعظم كان الإعتناء بتصحيحه أشد :
5. إعتبار موقع الشخص الذي يقم بتصحيح الخطأ : فبعض الناس يتقبل منهم مالا يتقبل من غيرهم .. كالأب مع ابنه ..
6. التفريق بين المخطيء الجاهل والمخطيء عن علم :فالجاهل يحتاج إلى تعليم .. وصاحب الشبهة يحتاج إلى بيان ، والغافل يحتاج إلى تذكير ، والمصر يحتاج إلى وعظ وهكذا .. من الأمثلة : قصة معاوية بن الحكم عندما عطس في المسجد .. وقصة الأعرابي الذي بال في المسجد ..
7. التفريق بين الخطأ الناتج عن اجتهاد صاحبه وبين الخطأ العمد والغفلة والتقصير : ويجب أن يكون الإجتهاد الذي يعذر به صاحبه اجتهاداً سائغاً من شخص مؤهل بخلاف من يفتي بغير علم أو لايراعي الأحوال .. مثل : قصة صاحب الشجّة في الحج عندما اغتسل فمات ..
8. إرادة المخطيء للخير لاتمنع من تصحيح خطأه وتنبيهه عليه : .. كقصة ابن مسعود من الذين جلسوا في المسجد يذكرون الله بعد الحصى فأنكر عليهم هذا ..
9. العدل وعدم المحاباة في التنبيه على الأخطاء : كقصة أسامة في شفاعته في رفع الحد عن المرأة ..
10. الحذر من إصلاح خطأ يؤدي إلى خطأ أكبر : وهذه من قواعد الشرع .. كسكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقن ...والنهي عن سب آلة المشركين ..
11. إدراك الطبيعة التي نشأ عنها الخطأ : هناك بعض الأخطاء لايمكن إزاتها بالكلية لأمر يتعلق بأصل الخلقة .. ولكن يمكن التقليل منهالأن التقويم النهائي يؤدي إلى كارثة كما هو الشأن في المرأة ..
12. التفريق بين الخطأ في حق الشرع والخطأ في حق الشخص : فإذا كان الدين أغلى عندنا من ذواتنا وجب علينا أن ننتصر له ونحامي عنه ونغضب له أكثر من غضبنا لأنفسنا وننتصر لها ..والعكس بالعكس..
13. التفريق بين الخطأ الكبير والخطأ الصغير وقد فرّقت الشريعة بين الكبائر والصغائر .
14. التفريق بين المخطيء صاحب السوابق في عمل الخير والماضي الحسن الذي يتلاشى خطؤه أو يكاد في بحر حسناته ؛ وبين العاصي المسرف على نفسه :
15. التفريق بين من وقع منه الخطأ مراراً وبين من وقع فيه لأول مرّة .
16. التفريق بين من يتوالى منه حدوث الخطأ وبين من يقع فيه على فترات متباعدة .
17. التفريق بين المجاهر بالخطأ والمستتر به .
18. مراعاة من دينه رقيق ويحتاج إلى تأليف قلب قلا يغلظ عليه..
19. اعتبار حال المخطيء من جهة المكانة السلطان .. وهذه لاتتعارض مع العدل المشار إليه آنفاً ..
20. الإنكار على المخطيء الصغير بما يتناسب مع سنه : كقصة الحسن مع تمرة الصدقة ..
الحذر من الإنكار على النساء الإجنبيات /..وعدم ألإنشغال بتصحيح آثار الخطأ وترك معالجة أصل الخطأ وسببه .../ عدم تضخيم الخطأ والمبالغة في تصويره .../ ترك التكلف والإعتساف في إثبات الخطأ وتجنب الإصرار على انتزاع الإعتراف من المخطيء بخطئه .../ إعطاء الوقت الكافي لتصحيح الخطأ خصوصاً لمن درج عليه واعتاده زماناً طويلاً من عمره هذا مع المتابعة والإستمرار في التنبيه والتصحيح ... /تجنب إشعار المخطيء بأنه خصم ومراعاة أن كسب الأشخاص أهم من كسب المواقف .