ايمان9 عضو فضي
عدد الرسائل : 468 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/09/2007
| موضوع: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة السبت نوفمبر 10, 2007 4:51 am | |
| إن انتصار إرادة المقاومة في فلسطين نتج عن قاعدة أساسية لا تكمن في معادلة السلاح الذي نملك شيئاً منه ويملكه عدونا، ولا في العدد ولا في العدّة، فأسلحة هذه المقاومة كانت متواضعة جداً إذا ما قيست بترسانة السلاح التي يملكها الجيش الصهيوني، الأمور ليست قابلة للمقايسة لا في السلاح ولا في العدّة ولا في العدد ولا في الإمكانات المادية ولا في حجم التأييد الدولي أو الإقليمي أو الشعبي .
إن قاعدة الانتصار الأساسية كانت أن الذين يعشقون الموت هزموا الذين يهابون الموت، أن الذين يرون في الموت والشهادة طريقاً إلى الحياة الخالدة هزموا الذين يرون في الموت فناءً وضياعاً، فصنعوا الحياة بالموت.
إن كل الأمم التي كانت جديرة بالحياة الكريمة العزيزة عبر التاريخ ، كانت تصنع ذلك بالموت.
هذا السلاح، سلاح عشق الشهادة، سلاح التضحية، سلاح الاستعداد للموت، لا يمكن أن ينزعه منا أحد، يمكن أن يحاصروا البحر والسماء فيمنعوا وصول السلاح إلى الفلسطينيين، يمكنهم أن يضغطوا على الدول والحكومات، يمكنهم أن يجففوا مصادر الأموال، يمكنهم أن يوظفوا كل وسائل الإعلام، وكل الحكام وكل أجهزة الاستخبارات، يمكنهم أن يأخذوا منا أي شيء، ولكن لا يمكنهم أن يأخذوا منا إيماناً في أعماقنا وثقافة نحملها.
ثقافة الاستشهاد هي أقوى سلاح، وما يملكه الفلسطيني اليوم، هو هذا السلاح، الذي لا يمكن أن ينتزعه أحد، والذي لا يمكن أن يغلبه أحد، هذا السلاح لا نستورده ولسنا بحاجة إلى خبراء ولا مستشارين، نحن خبراؤه ومستشاروه وعارفوه، ونحن أبناؤه توارثناه جيلاً عن جيل، وبالتالي هنا سر قوتنا.
الغالبية العظمى في العالم الأمريكي اليوم، تريد أن تنتزع هذا السلاح من الفلسطينيين ، ومن أمتنا، ترى لماذا هذا الإصرار الأميركي على إدانة المقاومة والعمليات الاستشهادية، لماذا هذا الإصرار على وصف العمليات الاستشهادية بالإرهاب، لماذا هذه الحرب العالمية على العمليات الاستشهادية ، لو كان هذا السلاح متواضعاً لما احتاج لحرب عالمية عليه ، هناك اليوم حرب عالمية وإقليمية ومحلية على هذا السلاح.
حول الحكمة السياسية لثقافة الاستشهاد في فلسطين
طوال التاريخ كانت المقاومة والجهاد والكفاح المسلح هو الطريق لقيام مشروع وطني.. لهذا الشعب أو لذاك الشعب، كان هو الطريق للتحرير والحرية واستعادة الذات .
والشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال لديها الحق بأن تدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من وسائل لتحرير نفسها، وكان الشهداء هم أدوات هذه الشعوب لتحقيق حريتها واستقلالها.
إنّ الشهداء هم السلاح البشري الذي يقابل العنصر البشري الصهيوني الذي هو أضعف نقطة في المجمع الاستيطاني-الاستعماري المسمى "إسرائيل". و استنزاف ذلك العنصر في حرب استنزاف مستمرة كان جوهر استراتيجية المقاومة في جنوب لبنان. في الوقت الذي لم يكن للمقاومة الفلسطينية يوماً مثل ذلك التأثير الكبير على "إسرائيل" الذي تحقق لها عند تصعيد العمليات الاستشهادية. بالتالي، فإنّ نتائج تلك العمليات الاستشهادية على الروح المعنوية "الإسرائيلية" والاقتصاد "الإسرائيلي" والهجرة، وحتى الاستقرار والأمن "الإسرائيليين" لا يمكن إنكارها. لقد أصبح لبّ عصب "إسرائيل" الحسّاس أخيرًا في قبضة المقاومة العظيمة . فالتخلي عن هذه الورقة الرابحة وبهذه بسهولة, لمجرد أنّ الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الأوروبية تعتقد بأنه يجب علينا أن نفعل ذلك، هو شيء غير منطقي على الإطلاق.
وفي النزاعات السياسية أو المعاهدات بين الأطراف المتحاربة، فإنّ النتيجة تمليها في العادة توازن القوى، لا الاستجداءات ولا الخضوع ولا النداءات التي تطالب بأن نكون لطفاء مع العدو. عند التعامل مع المصالح المتعارضة والمتناقضة جوهريا، كما الحال في النزاع مع العدو الصهيوني، فإنّ الفائز في النهاية هو الطرف الذي يحشد عناصر قوة أكثر إلى جانبه. لذا، فإنّه بمواجهة "إسرائيل" المتفوقة تكنولوجيا، والمتمتعة دوما بالدعم المتعدد الوجوه من القوى الاستعمارية القديمة والجديدة، تكون القنابل البشرية الاستشهادية ليس الرد الطبيعي على ظروف الاحتلال فقط، بل، وبالوقت نفسه، وسيلة عبقرية لإحداث شيء من التوازن في أرض المعركة.
وقف هؤلاء الشهداء بدمائهم حائطاً أمام المحاولات المستمرة للاستسلام والتنازل وكانوا يعيدون المعركة إلى أدبياتها الأولى على الدوام ، وأوقفوا مسلسل الانحدار الذي يتذرع بالواقعية السياسية ، وأعادوا السقف الوطني إلى ارتفاعاته المستندة إلى قياسات حقوقية أكيدة .
لقد أثبتت التجربة بأنّ *********[سرايا القدس ]*******************[سرايا القدس ]**********ب تأييد أقسام من الرأي العام في معسكر العدو هو ليس مجرد مسألة علاقات عامة، أو حجج عقلانية. ففقط عندما تنجح حركة التحرير بإلحاق خسائر كبيرة في صف العدو تبدأ الانقسامات بالظهور في معسكر العدو وتجد "أصوات العقل" آذانا صاغية لها. هذه كانت أمثلة فرنسا في الجزائر وأمريكا في فييتنام و"إسرائيل" في جنوب لبنان. هؤلاء الذين يؤمنون باستمالة العدو بالكلمات الرقيقة، دون فائدة العصي الكبيرة، لا يعرفون شيئا عن العقلية الاستراتيجية. فقط عندما تستطيع حركة تحرير فلسطينية من إلحاق خسائر مريعة لا يمكن احتمالها في صفوف المعتدين، تستطيع هذه الحركة الاستفادة من التناقضات داخل معسكر العدو.
ولم يعد الاستشهاد قضيّة جدليّة بين الفلسطينيين، بينما الع*********[سرايا القدس ]*******************[سرايا القدس ]********** هو الصحيح تماما، لاسيما بعد أن رأى الناس ما تحقق من أوضاع تشير إلى قيمة "استراتيجية" للمقاومة والاستشهاد . و استطلاعات للرأي التي أُجريت حول هذا الموضوع تشير بأنّ دعم الفلسطينيين للعمليات الاستشهادية يصل إلى أكثر من90 بالمائة كحد أعلى (حسب إحصائية ال Al-jazeera.net) وإلى أكثر من 60 بالمائة كحد أدنى، (حسب وكالة تابعة للسلطة الفلسطينية التي تدين العمليات الاستشهادية). استطلاع آخر قامت به ييديعوت أحرونوت, الجريدة "الإسرائيليّة", يشير إلى أنّ دعم العمليات الاستشهادية بين الفلسطينيّين هو حوالي 78 بالمائة.
تشير الاستبيانات العلمية إلى أن نسبة تأييد العمليات الجهادية الاستشهادية ارتفعت باطراد كبير ولاسيما بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 وهذه الأرقام لها دلالة واضحة على مستوى الروح الجهادية السارية بقوة في أوساط الشعب الفلسطيني ومن الخير لكافة الأطراف المعنية بما يجرى على أرض فلسطين أن تأخذ تلك الدلالات مأخذا جادا.
ورأى الناس كيف انخفضت معدلات الهجرة إلى الكيان الصهيوني بشكل ملموس منذ بدأت الانتفاضة في أواخر صيف عام 2000، فعدد المهاجرين انخفض من 78 ألفاً عام 1999إلى 61 ألفاً عام 2000إلى 44ألفاً عام 2001إلى 22 ألفاً عام 2002. أما الهجرة المعا*********[سرايا القدس ]*******************[سرايا القدس ]**********ة من دولة العدو فقد نمت أيضاً بشكل انفجاري، دون أن يعني ذلك بالطبع التخلي عن الجنسية "الإسرائيلية". وقد ذكر مثلاً تقرير لصحيفة الغاردين البريطانية من برلين في هذا الصدد يوم 17 يونيو/حزيران 2002 أن طلبات الحصول على جنسية ألمانية قفزت فجأةً من بضعة مئات إلى بضعة آلاف مع العام 2002. وليست هناك، تقارير دقيقة عن عدد اليهود الذين غادروا "إسرائيل" خلال فترة تصاعد الانتفاضة، ولكن تقارير صحفية مختلفة وضعت الرقم بين مئات الآلاف ومليون. ومن ذلك مثلاً تقرير للجامعة العربية نشر ملخص عنه في الصحف يوم 17 أيلول/سبتمبر 2002 يقول إن الهجرة المعا*********[سرايا القدس ]*******************[سرايا القدس ]**********ة من الكيان منذ بدء الانتفاضة بلغت حوالي ربع مليون مستعمر.
أما انتقال رأس المال والتكنولوجيا إلى دولة العدو منذ بدء الانتفاضة فقد انخفض إلى مستويات رهيبة. مثلاً، في النصف الأول من عام 2002، كان رأس المال الأجنبي الداخل إلى دولة العدو أقل بنسبة 95 بالمائة عنه في العام 2001حسب البنك المركزي "الإسرائيلي"، وسحب المستثمرون الأجانب مئات الملايين من إيداعاتهم في البنوك "الإسرائيلية"، كما أنهم باعوا الكثير من أصولهم في دولة العدو .
وكان الاستثمار الأجنبي المباشر في الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2000 قد بلغ 6,5 مليار دولار، منها حوالي 4 مليار في مشاريع ملموسة والباقي استثمارات مالية. وانخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في اقتصاد العدو إلى 3,1 مليار في عام 2001، أي في العام الأول للانتفاضة، وهو انخفاض بنسبة أكبر من 50 بالمائة. أما حصيلة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في النصف الأول من عام 2002 فكانت 168 مليون دولاراً فقط، وهو انخفاض بنسبة 95 بالمائة عن عام 2001، كما ذكرت آنفاً. ولن ندخل هنا في تأثير الانتفاضة على ارتفاع مستويات البطالة وشلّ المرافق الترفيهية وانخفاض معدلات السياحة وغيرها من المؤشرات الاقتصادية، فالنقطة المركزية هنا تتعلق بتأثير الانتفاضة على المدى البعيد لا القريب. والاستثمار الأجنبي المباشر الذي يحمل معه رأس المال والتكنولوجيا إلى دولة العدو، وبالتالي يعطيها تفوقاً نوعياً ذي تطبيقات عسكرية، هو عصب القوة في العصر الحديث الذي قطعت شريانه الانتفاضة إلا قليلاً.
وفي الوقت الذي كانت المزيد من المستعمرات تشيد في ظل حكومة شارون، كان سكان المستعمرات القديمة يهربون، وأسعار المنازل فيها تتدهور..
كما بات واضحاً أنّ الصهيونية لطالما استخدمت المجازر والطرد الإجباري ومصادرة الأراضي، طوال القرن العشرين، لأنها هذه هي الصهيونية، وهذا هو ما تفعله. لا تحتاج إلى "حجة" لتفعل هذه الأشياء، لأنها كانت دائما الوسائل المفضلة لديها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. لم يحتَجْ شارون لحجة من أجل ارتكاب مذبحة صبرا وشاتيلا. المذابح التي ارتُكبت خلال فترة احتلال فلسطين منذ 1948، قُدّرت بحوالي 104 مذبحة. لم تكن هناك مقاومة استشهادية حينئذ. كما أنّ آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين تم إطلاق النار عليهم في المظاهرات المنددة بالاحتلال لم يكونوا استشهاديين أيضا. لم يكن محمد الدرّة أو إيمان حجو ، أو إيمان الهمص "إرهابيين" . لم تتغير الممارسات الصهيونية خلال مائة سنة مضت. لذا، فمن الواضح هنا بأنه ليس لدى الشعب الفلسطيني أي خيار غير الدفاع عن وجوده بكل الوسائل الممكنة، خاصة تلك الوسائل التي تؤثر على المعتدي أكثر من غيرها، مثل المقاومة الاستشهادية. لا يوجد أي خيار آخر. هذا ما اختاره الصهاينة أنفسهم لأنفسهم. بالتالي، فإنّ ما نحتاجه الآن هو قنابل بشرية وهجمات أكثر على المعتدين، لا أقل، لأنه بدون المقاومة الاستشهادية يصبح الفلسطينيون كالغنم المذبوح. فبتصعيد العمليات الاستشهادية وأشكال المقاومة الأخرى، قد تكون للفلسطينيين فرصة، أو على الأقل يموت الفلسطينيون بكرامة دفاعا عن الوطن لا كالنعاج.
الشهادة مطلب اجتماعي شعبي
إن الشهداء مطلب اجتماعي ضروري لحماية وجود الشعب والأمة في فلسطين ومطلب استراتيجي إذ لا تتم هذه الحماية ولا تتم العودة الفلسطينية المنشودة – بحسب التجربة - إلا بتفكيك المجتمع الصهيوني بالقوة، وإجبار أفراده على الهجرة من حيث أتوا. فهذه القنابل البشرية هي عمل اجتماعي بالتحديد لأنها تلبي حاجة اجتماعية موضوعية بالوسائل المتاحة ، ضمن ظروف أقل ما يمكن أن يقال فيها هو أنها بالغة الصعوبة.
ومن هنا، نجد التأييد العارم لها بين الشباب العرب والمسلمين الذين يعتبرون أنفسهم مخزوناً استراتيجياً لهذه المعارك الفاصلة مع الاحتلال الصهيوني.
فاليوم نرى كل شاب فلسطيني، سواء كان ينتمي إلى فصيل إسلامي أو وطني، مهما كانت الخلفية العقائدية للفصيل سابقاً، نجد في وصيته أنه ذاهب ليستشهد في سبيل الله، في الحقيقة، هؤلاء ينطلقون إلى الله، إلى ما وعد به هؤلاء الشهداء.
والناظر إلى جهاد الشعب الفلسطيني وجبال شهدائه وتضحياته سيقف على طبيعة التحولات الايجابية والنقلات التربوية المشرقة التي باتت تصبغ البناء النفسي للإنسان الفلسطيني المجاهد، وسيخلص إلى الثمرات اليانعة التي تنتجها شجرة الجهاد الباسقة الوارفة الظلال.
الإنسان الفلسطيني اليوم، بعزيمته الإيمانية وشموخه وإقدامه الذي أقض مضاجع العدو، لم يعد هو ذلك الإنسان الذي كان يقف على أبواب المزايدات السياسية ينتظر ما تجود به مفاوضات زائفة، لم يعد هو ذلك الإنسان الذي يشتري ألاماني الكاذبة والوعود التي تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا ثم لا تلبث أن تنطفئ مخلفة وراءها رمادا يعمي الأبصار.
إن هذا الإقدام على التضحية وهذه النقلة النوعية في مستوى الوعي بقواعد الصراع وفقه التدافع هما من ثمرات الجهاد والاستشهاد الذي ي*********[سرايا القدس ]*******************[سرايا القدس ]**********ر حواجز الخوف والتردد والوهن، ويزيل الغبش ويولد وعيا ناضجا ومعرفة أصيلة بنواميس التدافع وسنن مقارعة البغي ويؤصل رؤية دقيقة لطبائع الأشياء، فالاستشهاد حركة فكرية ونفسية قبل أن يكون حركة جسدية في ميدان المعركة، وما الكر والفر في ساحات الوغى إلا ترجمة عملية لتلك الحركة الفكرية والنفسية حيث يتحرك المجاهد بقلب نابض بالحياة.
وجعل علماء المقاصد العامة للشريعة، حفظ الدين مقدماً على حفظ النفس وعلى سائر المقاصد الأخرى، ذلك أن حفظ الدين هو حفظ للحياة ذاتها وصيانة لها من لوثات البغي والزيغ والاستبداد كي يحقق الإنسان بعد ذلك غاية وجوده الإنساني في إطار من الحرية والعدل. والجهاد مظنته القتل والاستشهاد ولا بد فيه من إنفاق المال والتضحية بكثير من الموارد المادية، ولكن ذلك كله يهون من أجل الغاية العظمى وهي حفظ الدين وحراسة الوطن وحمايته.
فهذه الروح الجهادية المتوثبة التي تسرى في عروق الطفل الفلسطيني هي من ثمرات الجهاد والاستشهاد، ففي حين تقف أمنيات أترابه عند لعبة يلهون بها أو دراجة يركبونها أو قيمة مادية يأنسون بها، تسمو أمنيته هو لتعانق الجوزاء.
عبقرية الإبداع الفلسطيني
من الواضح إذن أن الانتفاضة تفت في عضد العناصر الأساسية للقوة الصهيونية بشكل لم تتمكن من القيام به المقاومة الفلسطينية منذ نشأت. ولقد أعطى الفلسطينيّون العالم في الانتفاضة مثالاً على أقصى أشكال التضحية بالنّفس على مذبح التحرير تدفعهم قوة إيمانية شديدة العمق ، متعدّين بذلك أعظم الأمثلة في صفحات النضال العالمي. فهي المرّة الأولى في التّاريخ الحديث لحركات التّحرير في جميع أنحاء العالم، التي تصبح فيها القنبلة البشريّة ظاهرة اجتماعيّة سياسيّة شاملة تخترق شرائح كبيرة من شعب كامل، وليس مجرد حفنة أفراد متفانين. ففي فلسطين, فقدت التضحية بالنفس تميّزها الخاص. وأصبحت عوضا عن ذلك، الامتداد الطّبيعيّ لثقافة مقاومة.
إنّ تكتيك القنبلة البشرية، التي نشأت وترعرعت في ظل الظّروف الخاصّة للواقع الفلسطينيّ، ظروف التّفاوت العسكريّ الشّديد ضدّ مجتمع الغزاة – المستعمرين، سيشغل تفكير مضطهدي هذا العالم لعقود كثيرة، عندما يصل نضالهم إلى المرحلة العسكرية.
القنبلة البشرية إذن هي التعبير الأسمى عن المشروع السياسي الذي ينطلق من رفض أدوات التهويد من حيث المبدأ، ومن إبداع وسائل مقاومتها بالفعل، فهي أرقى حالة أيديولوجية وصل إليها النضال الوطني الفلسطيني منذ أكثر من قرن، ولأنها كذلك، فهي ليست في ممارستها أو في الإنجازات التي تحققها ملكاً لهذا الطرف السياسي أو ذاك، بل للشعب الفلسطيني بأسره، وقد مارستها كل شرائح الشعب الفلسطيني من إسلاميين ووطنيين ويساريين ورجال ونساء وشبان وشيوخ. فهي تعبير عن وعي شعبي فلسطيني تجذّر فيه إدراك حقيقي لكنه الصراع وطبيعته التناحرية مع الوجود اليهودي في فلسطين، فهي الامتداد المنطقي للنضال الفلسطيني المستمر منذ أكثر من مائة عام. | |
|
ابو سياف....1 عضو نشيط
عدد الرسائل : 93 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 25/10/2007
| موضوع: رد: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة الأربعاء نوفمبر 14, 2007 9:07 am | |
| تسلمي اختي طرحك الهام والموضوع القيم نهم اختي هى الارادة الصلبه التى تصنع الرجال اللهم انصر مجاهديننا وكن عون لنا اللهم اجعل سهرنا في الثغور في سبيل مرضاتك يارب | |
|
ايمان9 عضو فضي
عدد الرسائل : 468 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/09/2007
| موضوع: رد: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة الأربعاء نوفمبر 14, 2007 11:34 am | |
| مشكوووور اخي ابو سياف على المرور الرائع | |
|
ابوخليل عضو نشيط
عدد الرسائل : 145 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 30/09/2007
| موضوع: رد: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة الأربعاء نوفمبر 14, 2007 12:56 pm | |
| بارك الله فيكي ايمان علي الموضوع الجدي والهام والي الامام | |
|
ايمان9 عضو فضي
عدد الرسائل : 468 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/09/2007
| موضوع: رد: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة الخميس نوفمبر 15, 2007 11:37 am | |
| مشكور اخي ابو خليل على المرور العطر | |
|
مدير عام المنتدي Admin
عدد الرسائل : 238 العمر : 37 البلد : غزة - ارض الرباط المهنة : مجاهد في سبيل الله تاريخ التسجيل : 25/09/2007
| موضوع: رد: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة الأحد نوفمبر 18, 2007 5:30 pm | |
| بارك الله فيكي اختي الفاظلة ايمان9 علي الطرح الجميل وان شاء الله تنالينها بصدق | |
|
ايمان9 عضو فضي
عدد الرسائل : 468 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/09/2007
| موضوع: رد: ثقافة الاستشهاد وصناعة الحياة الإثنين نوفمبر 19, 2007 11:36 pm | |
| مشكوووور اخي ابو خالد على المرور العطر | |
|