بسم الله الرحمن الرحيم
جمال ابو سمهدانه يقول لأمه .... دثريني دثريني
سقط البطل ........عفوا ارتقى الى العلآ هنيئا له وهنيئا لمستقبليه فهو هديه الارض الى السماء
قبل الارتقاء بايام قالت : ان ابو العطايا جائها وقلبها يتحرق شوقا اليه لا ادري اهي امه ام زوجته ...!!شاهدتها على التلفاز وكانت تتحدث لمراسل الجزيرة لا فرق فالزوجة الطاهرة كاللأم ايضا
قالت: جائني وقال ما عدت اطيق الحياة اريد ان ارحل ...ما عاد لي اصدقاء كلهم ذهبوا وتركوني ...تركوني لوحدي وتضيف السيدة الفاضلة : قلت يا جمال ما بالك فمعك كل الناس وانت الان اصبحت مسؤولا عن الأمن ....قال صحيح ولكن لا احد يفهمني ولا استطيع ان افهم احد , ان الذين كانوا يفهموني وافهمهم رحلوا... ارتقوا الى الجنة
بعد ان استمعت الى هذا الحديث المقتضب شعرت بقشعريرة تسري في انحاء جسمي وتأملت حجم المصيبة التي المت بشعبنا وخاصة باشراف امتنا وبشكل ادق بالبقية الباقية الصادقة المؤمنة التي تنتظر ؛؛؛
للله درك يا جمال كم كنت تعاني ايها الحبيب فانت بما عرف عنك من خصال لا يتمتع بها الى من سبق من الأوائل حتى اني اتخيلك من صنف الصحابة وكيف لا والرسول الاكرم قال لأصحابه: احبائي احبائي انهم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس الواحد منهم بسبعين منكم فوالله وهو الأعلم انك يا جمال بسبعين صحابي فكيف لا تكون صحابي!!!!
ابو العطايا هكذا كان لقبه كان زاهدا في الدنيا ولم تغريه مناصبها ولا اموالها ولا مفاتنها فهو صاحب القلب الأبيض الطاهر المؤمن المصلي العاف عن الناس دخل الوطن بعد مطاردة الاحتلال له وخروجه وعاد بعد اوسلوا وبقي في حالة استنفار دائم حتى شكل لجان المقاومة والتي كانت في دائرة الفعل وليس الكلام وكان لضرباته المتكررة لاهداف العدو اكبر الأثر واشد الأيلام حيث كان اول من فجر دبابة الميركفا الاسرائيلية وتم ملاحقته واستهدف اكثر من مرة واصيب ايضا اكثر من مرة وبقي مقاتلا صلبا لم تخيفه الهديدات ولا الاغتيالات فهو مشروع شهيد ولا يرضى غير ذلك ,
تخيلت الحوار الذي دار بينه وبين امه بعد ما سمعت ما قالت عبر لجزيرة واستميحه من مكانه العظيم العالي وانا العبد من الفانية المتدنية ان اسرد ما تخيلته من حوار.بينه وبين امه ..............
جمال يقول : دثريني دثريني اشعر بالبرد الشديد
ألأم ..الزوجة لا فرق : اي برد هذا يا جمال ولهيب الصيف اخرج الخبايا حتى اني رأيت بالامس افعى ؛؛؛
جمال: وهو يتصبب عرقا بعد ان غطته باغطية الشتاء قال: أفعى """ نعم صدقت فانا ارى الافاعي في كل مكا ن
الأم : اي افاعي يا ابني وهل رأيت انت افعى مثلي !!!!!
جمال : افعى واحدة يا ليت واحدة انها افاعي ... امتلأ الوطن بها
ألأم : ماذا تقصد انا لا افهم!!!
قال : بدأوا يظهروا بكل الاشكال والالوان تقرص الواحدة وتقتل وتختفي ؛؛ والادهى ان لم تختفي تظهر بلون غير الذي قرصت به
الأم :كيف هذا يا يما !!!
يقول:الا تعلمين ان الافعى تبدل ثوبها
قالت : اسمع بهذا ولكن لم ارى وبعدين يا ابني انا اول مرة بسمع مثل هالكلام
يقول : انا اعني البشر يا امي الم تفهمي بعد !!!!
قالت فهمتك الان ولكن يا بني هذا حال الدنيا ....فقال لعنها الله من دنيا
قالت :انت الآن قائد ومسؤول تحمل مسؤوليتك ,
قال : اي مسؤولية هذه لعنها الله من مسؤولية ...انا خائف
نهضت وقد اكفهر وجهها غضبا ودهشة وقالت : انت ...انت تقول هذا يا حيف عليك انت البطل تخاف !!!!
فقال : نعم اخاف.... فالوطن يضيع يا امي وابنائه انقلبوا الى وحوش كاسرة كل يتربص بالآخر نسوا العدو
قالت باستنكار: لالالا انهم اخوة
قال :اصبحوا الاخوة الأعداء
قالت :اصلح بينهم فهم يحترموك .........
.قال :يحترموني نعم ولكن فقدوا عقولهم
قالت : يا مصيبتاه يعني جنوا يا للهول .. واضافت بكرة بيعقلوا يا ولدي
فقال : اخشى من الان حتى يعقلوا نفقد المئآت من الشباب والأبرياء .
فقالت : يكون هذا قدر الله
فقال :ونعم بالله يا امي ولكن هل ترضين ان اقتل بيد اهلي وابناء طني بعد كل هذا الجهاد
قالت : انت ... لا والله ومن سيقتلك !!!
قال: الأفاعي يا امي
قالت : لا لا لن يحدث هذا فالقاتل والمقتول بالنار
صرخ وهو يكاد ينفجر : النار النار يعني جهنم ؛؛؛؛هل علمت سبب خوفي!!!
اسهبت الأم وهي تتأمل وجه بطلها الحزين وبعد تفكير
قالت : قدم استقالتك وعد الى رجالك وفتيانك المجاهدين واشعلها مع العدو ,
نظر اليها نظرة فيها حزن اشد واعمق وقال : فكرت في هذا ولكن الا تعلمين كيف هي ألأمور ألآن !!!
انها ارض مكشوفة السماء مليئة بالطائرات والارض مزروعة بالالغام
قالت: الغام!!!وهل تمكنوا من زرع الغام حتى على الحدود
قال : على الحدود ..؛؛؛ ياريت على الحدود وبس الحدود وفي الشوارع وحتى داخل ا لبيوت
قالت : البيوت !!! لا لا...يابني هاي فيها مبالغة مالك يا يما... كنك انجنيت سلامة عقلك يا يما
فقال: العملاء ...الجواسيس ...اليسوا اخطر من الألغام يا امي !!!!
قالت : طيب يا ياما خلصوا عليهم وريحوا الناس منهم
قال : نخلص عليهم هم واحد ولا اثنين ولا مائة ؛؛؛ مئآت مئآت
قالت : الحق عليكم يا ياما لو من زمان قتلتموهم ما كان كثروا بعني بلشتوا باليهود وخليتوهم بينكم
اي هو هذا بيصير يا ابني !!!والله ربنا سيحاسبكم على هذه
قال : في هذه معك حق وتمتم بصوت خافت : الله يلعن اوسلوا
قالت : مين اسلوا هذا كمان جاسوس ...ضحك البطل وعانقها وقبل يداها وقال نعم جاسوس
قالت : اقتلوه وليش ساكتين عيه نظر اليها نظرة طويلة واسهب سارحا
فقالت ما لك باي شيء سرحت ؟
قال: توقف عقلي وتفكيري وما عاد عندي شيء
فقالت له الشباب ياما الشباب عزوتك ورجالك خليهم يولعوها
نظر اليها وقال يولعوها من اين !!! واصبح كل شيء يتحرك يحرق
حتى صار كل واحد بدوا ينتقم من آخر حتى لو كان ذاهب لعمل او مشوار يتصل بالعدو ويعطي الاحداثية
وشبابنا قبل ما يضعوا الصواريخ يقصفوا ويصبحوا اشلاء اصبح كل شيء مباح....وقف وعلى صوته وهو يكاد يصرخ وقال: عيون من فوق وعيون من تحت..بالليل بالنهار . صاروا مثل الشياطين يروننا ولا نراهم انا لست على استعداد ان اضحي بالشباب حرام حرام ...بدون ثمن بدون فائدة , نحن بنضحي وغيرنا بيستنكر , شباب مثل الورد
والادهي من هذا صرنا في الوطن مصخرة بنتقاتل على المناصب وعلى السلطة حتى اللي كنت اثق فيهم واسمعهم ويسمعوني اغلقوا آذانهم ...ما عادوا يسمعوا ,واللي في راسهم بيعملوا ....مش عارف شو الي بيجري في شيء غلط
بنقول يا ناس هيك عمل بيقابلوا عمل اخطر , نختلف نتفق لا فرق بكرة الناس بتقتل بعضها والاخ بيقتل اخوه وما في فائدة ... في شيء غلط في تربية غلط في نهج تعمق ودخل في الدم ...فقد الحب والانتماء يا ياما ما في خوف من الله انا ...انا يا امي لا يمكن اكون سبب في موت ابرياء ....انا ما خلقت لجهنم انا خلقت للجنة للجنة
قالت : نعم والله من يوم ما خلقت وانت عملك عمل اهل الجنة .... وآخرتها يا... يما ..
نهض وقال: آخرتها....أخرتها ساغادر.... ساترك البلد
تترك البلد ...يا ويلي يا ويلي ايش بدهم يقولو لي الناس : ابنك البطل تركنا وهرب؛؛؛
نظر اليها وقال : لا تخافي يا امي لن تسمعي هذا فانا ساترك الدنيا كلها
قالت: لا تقل هذا.... فانت مؤمن
قال : نعم احسنت الاعمار بيد الله وقد رأيت قبل قليل وعندما غفوت رأيت اصدقاء ي في الجنة اتصدقي من رأيت !!
قالت متلهفة من:
قال :رايت الشيخ ياسين والرنتيسي وابو شنب
قالت : كل هؤلاء رايتهم !!
قال :معهم جمع كبير من الشهداء واصحابي جميعهم واضاف .. اتعرفين ما ذا قالو لي !! قال الشيخ يا سين وينك يا رجل اشتقنا الك... وكان الرنتيس يضحك ويهز رأسه... ونهض ابو شنب وامسك بيدي وقال:أ دخلها بسلام
وصفق الحشد ورفعوني على اللأكتاف
بكت الأم وهو يودعها ورحل جمال ابو سمهدانه رحل ابو العطايا الى حيث ارتقى لدار السلام
بقلم منذر ارشيد
ابو خالد
الأحد سبتمبر 30, 2007 2:10 pm
